النقوش والکتابات على المسکوکات الأمویة
يرى بعض المؤرخين أن دوافع التعريب للمسكوكات يعود إلي نقض المعاهدة التي كانت معقودة بين الخليفة عبد الملك بن مروان وملك الروم جستنيان الثاني سنة 67هـ/ 686م والتي كان الخليفة يدفع بموجبها ألف دينار أسبوعياً ومواد أخرى كثيرة إلي ملك الروم لقاء عدم تدخل الجراجمة (أذناب البيزنطيين) في شؤون الدولة العربي...
Main Author: | |
---|---|
Format: | Article |
Language: | Arabic |
Published: |
The General Union of Arab Archaeologists
2000-01-01
|
Series: | Journal of General Union of Arab Archaeologists |
Subjects: | |
Online Access: | http://jguaa.journals.ekb.eg/article_2393_af3aed970b2f0d5aefe0d20f12dcd526.pdf |
Summary: | يرى بعض المؤرخين أن دوافع التعريب للمسكوكات يعود إلي نقض المعاهدة التي كانت معقودة بين الخليفة عبد الملك بن مروان وملك الروم جستنيان الثاني سنة 67هـ/ 686م والتي كان الخليفة يدفع بموجبها ألف دينار أسبوعياً ومواد أخرى كثيرة إلي ملك الروم لقاء عدم تدخل الجراجمة (أذناب البيزنطيين) في شؤون الدولة العربية، لذلك قرر الخليفة عبد الملك بن مروان البدء بالقضاء علي الحركات الانفصالية في الدولة الأموية ومنها حركة عبد الله بن الزبير في الحجاز وأخيه مصعب في العراق، وفي حين كان القطرى بن الفجاءة زعيم الخوارج حيث سك شعار الخوارج علي المسكوكات وهو (لا حكم إلا لله). وكان عطية بن الأسود معلناً عصيانه في عمان وإقليم المشرق وخاصة كرمان. وفي فلسطين كان ناتال الجذامي ثائراً علي الدولة الأموية أيضاً.
كانت هذه الحركات الداخلية للدولة الأموية من المخاطر الكبيرة التي شغلت فكر الخليفة عبد الملك، يضاف إليها الخطر الخارجي المتمثل بالروم وأذنابهم الجراجمة وكانوا جنوداً غير نظاميين تابعين للروم.
لقد أمنت المعاهدة المعقودة ما بين عبد الملك وجستنيان الثاني قد هيأت لعبد الملك التفرغ في القضاء علي الحركات الانفصالية الداخلية وبالفعل تمكن من القضاء علي الحركات الانفصالية واحدة بعد الأخرى، وكان أخرهم عبد الله بن الزبير في الحجاز سنة 73 هجرية، بعد ذلك دفع الخليفة المبالغ التي ضمنتها الاتفاقية بدنانير ذهبية بيزنطية بعد أن نقش عليها نصوصاً بالعربية من القرآن الكريم، وكانت تلك إيماءة ذكية من الخليفة عبد الملك بتحدى البيزنطيين، فأثار بعمله هذا غضب جستنيان الثاني والذي هدد بالحرب وبالفعل فقد جهز جيشاً يقدر بستين ألف مقاتل لمحاربة المسلمين وذلك سنة 73هـ/692م، وقد تحسب العرب لذلك وجهزوا جيشاً قوياً بقيادة عثمان بن الوليد والذي تمكن من دحر البيزنطيين وتحقيق النصر عليهم في موقعة بنواحي أرمينية.
ومهما كانت الأسباب في تعريب المسكوكات فإن ما حدث كان متوقعاً من الخليفة عبد الملك بن مروان وهو الموصوف من قبل المؤرخين بأنه كان حازماً أديباً عالماً قوى الهيبة، شديد السياسة، حسن التدبير للأمور، فقد وضع عبد الملك بن مروان حداً للاضطرابات التي سادت في الدولة العربية وأبعد عنها الأخطار الخارجية. فالأعمال التي قام بها من تعريب الدواوين وجعلها باللغة العربية في العديد من الأقطار مثل مصر والشام وفارس، وقضاؤه علي الحركات الانفصالية المعادية للدولة العربية الأموية. كان لابد من مرافقتها بتعريب المسكوكات وتخليصها من التبعية الأجنبية البيزنطية بالنسبة للدنانير الذهبية والفلوس النحاسية والساسانية بالنسبة للدراهم الفضية.
إن الشعور القومي العربي الذي كان يمتلكه الخليفة عبد الملك، إضافة للحوافز التي رافقت فترة حكمه من استقرار سياسي وازدهار اقتصادي، زادت من وتيرة الاعتزاز بالشعور العربي فدفعت بالخليفة الأموى لبناء الدولة بشخصية عربية قوية مستقلة كل الاستقلال عن السلطة الأجنبية وكانت هذه الأسباب مجتمعة وراء أقدام الخليفة عبد الملك علي تعريب عبد الملك علي تعريب المسكوكات وإخراجها بصورة متميزة، ويعتبر عمل الخليفة هذا نقلة مهمة في التاريخ العربي الإسلامى
|
---|---|
ISSN: | 2536-9822 2536-9830 |