كلمة التحرير

ثمّة أمران في حياة البشرية اتخذا منذ عهد أبي البشر آدم عليه السلام موضع الصدارة في اهتمامات الإنسان هما: "المعرفة والخلاص". أما المعرفة فهي الوصول إلى تصور المجهول، والإحاطة بحقيقته بغض النظر عن التعريفات الفنِّية للمعرفة، وما يفصل بينها وبين "الحلم" في أنظارهم. وأما الخلاص فيتح...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: هيئة التحرير
Format: Article
Language:Arabic
Published: International Institute of Islamic Thought 2004-04-01
Series:الفكر الإسلامي المعاصر
Subjects:
Online Access:https://citj.org/index.php/citj/article/view/2825
id doaj-9dde8da056d14b2691e6422542a13c6c
record_format Article
spelling doaj-9dde8da056d14b2691e6422542a13c6c2021-10-03T21:38:58ZaraInternational Institute of Islamic Thoughtالفكر الإسلامي المعاصر2707-515X2707-51682004-04-01936كلمة التحريرهيئة التحرير ثمّة أمران في حياة البشرية اتخذا منذ عهد أبي البشر آدم عليه السلام موضع الصدارة في اهتمامات الإنسان هما: "المعرفة والخلاص". أما المعرفة فهي الوصول إلى تصور المجهول، والإحاطة بحقيقته بغض النظر عن التعريفات الفنِّية للمعرفة، وما يفصل بينها وبين "الحلم" في أنظارهم. وأما الخلاص فيتحقق للإنسان بالاطمئنان بأنه لن يعذب في الآخرة بل سينعَّم ويُدخَل الجنة. وبشيء من التساهل يمكن حصر أنشطة الإنسان كلها في الوصول إلى هذين الهدفين. فالدين يستهدف تحقيق مقصودين اثنين. الأول بناء وتنظيم علاقة الإنسان بالله تعالى. ويبدو ذلك واضحاً في العقيدة والعبادات. والثاني تنظيم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، ويظهر ذلك بجلاء في النظام الأخلاقي ونظام المعاملات، وكذلك في نظم العلاقات السلمية والحربية وما إليها عند تأسيس المجتمعات. وتختلف أساليب الناس ووسائلهم في الوصول إلى كل من هذين الهدفين أو كليهما. والوحي الإلهي الذي يحمله النصّ الدينيُّ الموحَى أهم ما يشد الإنسان إليه أنه يقدم -بيسر وسهولة مع اليقين التام بصدقه- خارطة دقيقة وأصولاً ومصادر تعين الإنسان على الوصول إلى هذين الهدفين معاً. فهو يقدم معرفة، ويقدم سبيلاً للخلاص في الوقت ذاته. ولكن الناس يختلفون في فهمهم للنص، ونتيجة لذلك الاختلاف في الفهم أو في طرق التعامل قد تختلف سبلهم في النظر إلى المعرفة أو إلى طريق الخلاص. والصوفي لا يختلف عن غيره من حيث كونه باحثاً عن سبيل المعرفة وعن سبيل الخلاص. فما هو التصوف ومن هو الصوفي؟ هذا ما سنحاول استجلاءه -في هذا العدد من المجلة وفي أعداد قادمة- مدركين الصعوبات الكثيرة التي تعترض سبيل من يسعى لجلاء حقائق متشابكة متداخلة لا تنتمي إلى حقل معرفي واحد واضح الموضوع، محدد المسائل والقواعد منضبط المصادر بيِّن الأهداف. فالتصوف في إطاره المعرفيّ خاصّة تتداخل فيه وتزدحم عليه علوم التوحيد والعقائد والفقه والسنّة والسيرة والبدعة والأخلاق والنفس وقواعد السلوك والإمامة والسياسة والجهاد والعلاقة مع الآخر والفرديّة والجماعيّة والعزلة والانفراد والاختلاط والانتماء ونحوها ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة. https://citj.org/index.php/citj/article/view/2825كلمة التحرير
collection DOAJ
language Arabic
format Article
sources DOAJ
author هيئة التحرير
spellingShingle هيئة التحرير
كلمة التحرير
الفكر الإسلامي المعاصر
كلمة التحرير
author_facet هيئة التحرير
author_sort هيئة التحرير
title كلمة التحرير
title_short كلمة التحرير
title_full كلمة التحرير
title_fullStr كلمة التحرير
title_full_unstemmed كلمة التحرير
title_sort كلمة التحرير
publisher International Institute of Islamic Thought
series الفكر الإسلامي المعاصر
issn 2707-515X
2707-5168
publishDate 2004-04-01
description ثمّة أمران في حياة البشرية اتخذا منذ عهد أبي البشر آدم عليه السلام موضع الصدارة في اهتمامات الإنسان هما: "المعرفة والخلاص". أما المعرفة فهي الوصول إلى تصور المجهول، والإحاطة بحقيقته بغض النظر عن التعريفات الفنِّية للمعرفة، وما يفصل بينها وبين "الحلم" في أنظارهم. وأما الخلاص فيتحقق للإنسان بالاطمئنان بأنه لن يعذب في الآخرة بل سينعَّم ويُدخَل الجنة. وبشيء من التساهل يمكن حصر أنشطة الإنسان كلها في الوصول إلى هذين الهدفين. فالدين يستهدف تحقيق مقصودين اثنين. الأول بناء وتنظيم علاقة الإنسان بالله تعالى. ويبدو ذلك واضحاً في العقيدة والعبادات. والثاني تنظيم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، ويظهر ذلك بجلاء في النظام الأخلاقي ونظام المعاملات، وكذلك في نظم العلاقات السلمية والحربية وما إليها عند تأسيس المجتمعات. وتختلف أساليب الناس ووسائلهم في الوصول إلى كل من هذين الهدفين أو كليهما. والوحي الإلهي الذي يحمله النصّ الدينيُّ الموحَى أهم ما يشد الإنسان إليه أنه يقدم -بيسر وسهولة مع اليقين التام بصدقه- خارطة دقيقة وأصولاً ومصادر تعين الإنسان على الوصول إلى هذين الهدفين معاً. فهو يقدم معرفة، ويقدم سبيلاً للخلاص في الوقت ذاته. ولكن الناس يختلفون في فهمهم للنص، ونتيجة لذلك الاختلاف في الفهم أو في طرق التعامل قد تختلف سبلهم في النظر إلى المعرفة أو إلى طريق الخلاص. والصوفي لا يختلف عن غيره من حيث كونه باحثاً عن سبيل المعرفة وعن سبيل الخلاص. فما هو التصوف ومن هو الصوفي؟ هذا ما سنحاول استجلاءه -في هذا العدد من المجلة وفي أعداد قادمة- مدركين الصعوبات الكثيرة التي تعترض سبيل من يسعى لجلاء حقائق متشابكة متداخلة لا تنتمي إلى حقل معرفي واحد واضح الموضوع، محدد المسائل والقواعد منضبط المصادر بيِّن الأهداف. فالتصوف في إطاره المعرفيّ خاصّة تتداخل فيه وتزدحم عليه علوم التوحيد والعقائد والفقه والسنّة والسيرة والبدعة والأخلاق والنفس وقواعد السلوك والإمامة والسياسة والجهاد والعلاقة مع الآخر والفرديّة والجماعيّة والعزلة والانفراد والاختلاط والانتماء ونحوها ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.
topic كلمة التحرير
url https://citj.org/index.php/citj/article/view/2825
work_keys_str_mv AT hyỷẗạltḥryr klmẗạltḥryr
_version_ 1714214138103726080