ملامح نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري

إن تقنين نظام الإفلاس التجاري مما يتفق مع طبائع الحياة العامة والخاصة معاً، فالأحوال الاقتصادية في حياة الأمم لا تستقر على وتيرة واحدة، لكنها تتقلب ما بين الأزمة والرخاء، والضيق والسعة، ومثلها شؤون التاجر التي ربما دارت بين حالات اليسر والعسر، وإن من وظيفة التشريع التجاري أن يواكب جميع الظروف التي...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: Mohammed AI-Khulaifi
Format: Article
Language:Arabic
Published: Qatar University Press 2013-09-01
Series:International Review of Law
Online Access:https://journals.qu.edu.qa/index.php/IRL/article/view/1260
id doaj-8e5c6decf7e04f9588cd6517af2b820a
record_format Article
spelling doaj-8e5c6decf7e04f9588cd6517af2b820a2021-09-07T10:59:55ZaraQatar University PressInternational Review of Law2710-25052223-859X2013-09-0120133ملامح نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري Mohammed AI-Khulaifi إن تقنين نظام الإفلاس التجاري مما يتفق مع طبائع الحياة العامة والخاصة معاً، فالأحوال الاقتصادية في حياة الأمم لا تستقر على وتيرة واحدة، لكنها تتقلب ما بين الأزمة والرخاء، والضيق والسعة، ومثلها شؤون التاجر التي ربما دارت بين حالات اليسر والعسر، وإن من وظيفة التشريع التجاري أن يواكب جميع الظروف التي يشهدها الأفراد والمجتمعات. وإذا كان النشاط التجاري من حيث الأصل هو حرفة التاجر، سواء أكان شخصاً طبيعًيا أو شخصاً اعتبارًيا، فإن من بين أهم الموضوعات القانونية في القانون التجاري الأحكام التي توضح قواعد الإفلاس. إن نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري رقم 27 لسنة 2006 قاصر على التجار وحدهم، كما هو الحال في النظام اللاتيني، فهو لا يشمل الإعسار المدني، فالإفلاس نظام جماعي لتصفية أموال المدين التاجر الذي يقف عن دفع ديونه التجارية، ولا يشهر إفلاس التاجر إلا بموجب حكم قضائي تصدره المحكمة المختصة في الهيكل القضائي. ولا شك أنه نظام ثقيل الوطأة على التاجر الذي يتعّرض له، لما يتبعه من آثار جنائية فضلا عن آثاره التجارية، ورغم تشدد التشريع في مواجهة ظاهرة الإفلاس، إلا أن القانون ترك الباب مشرعاً أمام التاجر للخلاص من أزمته من خلال طريق التصالح مع الدائنين، لا سيما إذا كان التاجر حسن النية سيء الحظ ، لم يكن ما ناله من اضطراب مالي راجعاً إلى إهمال منه في تجارته، أو إلى إساءة تقدير، وإنما إلى ظروف غير متوقعة تعذر عليه تجنبها كالحوادث الطبيعية التي قد تصيب أمواله بالهلاك، أو الأزمات الاقتصادية التي تعيق تسويق البضائع أو تحصيل الأثمان، أو دخول المنافسات الشديدة من الشركات الكبرى، فمّهد له السبيل لتلافي آثار الإفلاس بالطريق التي قد تعينه على الوقوف على قدميه والنهوض من كبوته. تتضمن هذه الورقة البحثية في بعض جزئياتها دراسة مقارنة بالتشريع الإسلامي والقانون الأمريكي https://journals.qu.edu.qa/index.php/IRL/article/view/1260
collection DOAJ
language Arabic
format Article
sources DOAJ
author Mohammed AI-Khulaifi
spellingShingle Mohammed AI-Khulaifi
ملامح نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري
International Review of Law
author_facet Mohammed AI-Khulaifi
author_sort Mohammed AI-Khulaifi
title ملامح نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري
title_short ملامح نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري
title_full ملامح نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري
title_fullStr ملامح نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري
title_full_unstemmed ملامح نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري
title_sort ملامح نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري
publisher Qatar University Press
series International Review of Law
issn 2710-2505
2223-859X
publishDate 2013-09-01
description إن تقنين نظام الإفلاس التجاري مما يتفق مع طبائع الحياة العامة والخاصة معاً، فالأحوال الاقتصادية في حياة الأمم لا تستقر على وتيرة واحدة، لكنها تتقلب ما بين الأزمة والرخاء، والضيق والسعة، ومثلها شؤون التاجر التي ربما دارت بين حالات اليسر والعسر، وإن من وظيفة التشريع التجاري أن يواكب جميع الظروف التي يشهدها الأفراد والمجتمعات. وإذا كان النشاط التجاري من حيث الأصل هو حرفة التاجر، سواء أكان شخصاً طبيعًيا أو شخصاً اعتبارًيا، فإن من بين أهم الموضوعات القانونية في القانون التجاري الأحكام التي توضح قواعد الإفلاس. إن نظام الإفلاس في قانون التجارة القطري رقم 27 لسنة 2006 قاصر على التجار وحدهم، كما هو الحال في النظام اللاتيني، فهو لا يشمل الإعسار المدني، فالإفلاس نظام جماعي لتصفية أموال المدين التاجر الذي يقف عن دفع ديونه التجارية، ولا يشهر إفلاس التاجر إلا بموجب حكم قضائي تصدره المحكمة المختصة في الهيكل القضائي. ولا شك أنه نظام ثقيل الوطأة على التاجر الذي يتعّرض له، لما يتبعه من آثار جنائية فضلا عن آثاره التجارية، ورغم تشدد التشريع في مواجهة ظاهرة الإفلاس، إلا أن القانون ترك الباب مشرعاً أمام التاجر للخلاص من أزمته من خلال طريق التصالح مع الدائنين، لا سيما إذا كان التاجر حسن النية سيء الحظ ، لم يكن ما ناله من اضطراب مالي راجعاً إلى إهمال منه في تجارته، أو إلى إساءة تقدير، وإنما إلى ظروف غير متوقعة تعذر عليه تجنبها كالحوادث الطبيعية التي قد تصيب أمواله بالهلاك، أو الأزمات الاقتصادية التي تعيق تسويق البضائع أو تحصيل الأثمان، أو دخول المنافسات الشديدة من الشركات الكبرى، فمّهد له السبيل لتلافي آثار الإفلاس بالطريق التي قد تعينه على الوقوف على قدميه والنهوض من كبوته. تتضمن هذه الورقة البحثية في بعض جزئياتها دراسة مقارنة بالتشريع الإسلامي والقانون الأمريكي
url https://journals.qu.edu.qa/index.php/IRL/article/view/1260
work_keys_str_mv AT mohammedaikhulaifi mlạmḥnẓạmạlạflạsfyqạnwnạltjạrẗạlqṭry
_version_ 1717763578375700480