علم لسان القرآن الكريم: مسوّغاته ومعالمه
البحث دعوة لتأسيس علم لغة خاص بالقرآن الكريم وسمته بـ (علم لسان القرآن الكريم)؛ تيمنًا بقوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾[الشعراء: 193ــ195]. ولهذا العلم ثلاثة مسوّغات...
Main Author: | |
---|---|
Format: | Article |
Language: | Arabic |
Published: |
Qatar University Press
2019-07-01
|
Series: | تجسير |
Subjects: | |
Online Access: | https://185.37.108.12/index.php/tajseer/article/view/1358 |
Summary: | البحث دعوة لتأسيس علم لغة خاص بالقرآن الكريم وسمته بـ (علم لسان القرآن الكريم)؛ تيمنًا بقوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾[الشعراء: 193ــ195]. ولهذا العلم ثلاثة مسوّغات: الأول هو وجود ثغرات في علوم العربية، ومنها علم النّحو العربي: منهجًا ومفردات. والثاني هو خصوصيّة القرآن الكريم بوصفه كلام الله العربيّ المعجز، والأخير هو الحيف الكبير الذي وقع على القرآن الكريم من النّحويين.
وأبرز معالمه: أنّ القرآن الكريم يؤلّف منظومة يفسر بعضها بعضًا، قادرة قدرة تامّة على الإبانة عن نفسها، في تحقيق مقاصدها. ويترتّب على ما مرّ:
أولًا: كلّ ما في القرآن الكريم كلام في الذّروة من الدّقّة والإحكام، لذا كان مهيمناً وحجّة على ما سواه، من كلّ العلوم، والنّظريّات، والقواعد، فإنّ عارضه شيء منها أعيد النّظر فيما عارضه.
ثانيًا: خلود المعجزة القرآنيّة، وتفتّحها عن جديد باستمرار، يقتضي إبقاء باب الدّرس اللغويَ القرآنيّ مفتوحًا، إذ يكشف الإعجاز المتجدّد عن أسرار لغويّة لم تكن معروفة من قبل، فينبغي لدارسه أن يعيش رغبة الاستكشاف، والبحث عن الجديد، وألا يستسلم لروح تقليد القديم لقدمه، بحجّة أنّهم سلف صالح، فصلاحهم، جزاهم الله عن القرآن خيرًا، لا يعني التّحجّر والجمود على أقوالهم.
ثالثًا: عروبة القرآن لا تعني خضوعه لقواعد العربيّة، بل تعني مرجعيّته لها، وهيمنته عليها، فإنّ جاء ما ظاهره مخالفًا لما ادُّعي أنّه من قواعدها، أعيد النّظر في استنباط تلك القواعد، أو بُحث عن سرّ التّعبير الكامن وراء هذا التفرّد، فلا شك في أنّ وراء كلّ حرف وحركة في القرآن الكريم سرّا ينبغي استكشافه، فلا يؤوّل النّصّ القرآنيّ لموافقة قواعد اللغة.
رابعًا: قدرة المنظومة القرآنيّة على الإعراب عن نفسها، تستدعي استنطاقها بكلّ الوسائل الممكنة، كجمع آيات الموضوع الواحد، وردّ بعضها إلى بعض، ومتابعة المفردة اللغويّة أينما وردت في القرآن الكريم، لاستجلاء خصوصيّة الاستعمال القرآنيّ.
خامسًا: إذا استعصى تفسير ظاهرة، أو نصّ، أو واجه الدّارس أيّ مشكلة بحثيّة، قال: لا أعلم، وترك الباب مفتوحًا لدارسين آخرين، ولأجيال قادمة، فإنّ ذلك أفضل من القول في كلام الله بغير علم قاطع، أو حجّة بينة.
|
---|---|
ISSN: | 2664-7869 2664-7877 |