فكرة التماثل والاتزان في العمارة الإسلامية عرض للاتجاهات الحديثة في الثنائية في العمارة الإسلامية
المدلول في الثنائية : يهتم موضوع هذا البحث بأبراز ملامح فكرة الثنائية في العمارة الإسلامية ويوضح مفهومها الفني و الجمالي والعقائدي في مخططات العمائر الدينية و المدنية . وفي الحقيقة أن كلمة الثنائية "Duality Or dualty " ليست مصطلحاً دارجاً في العمارة ، بل وليس لها تعريف فني لدى المعما...
Main Author: | |
---|---|
Format: | Article |
Language: | Arabic |
Published: |
The General Union of Arab Archaeologists
2000-01-01
|
Series: | Journal of General Union of Arab Archaeologists |
Subjects: | |
Online Access: | http://jguaa.journals.ekb.eg/article_2392_91cd178f48585935f0b66e1595dccd21.pdf |
id |
doaj-7b8c912072f849fe87a2b7bbac8d1e1a |
---|---|
record_format |
Article |
collection |
DOAJ |
language |
Arabic |
format |
Article |
sources |
DOAJ |
author |
محمد محمد الكحلاوى |
spellingShingle |
محمد محمد الكحلاوى فكرة التماثل والاتزان في العمارة الإسلامية عرض للاتجاهات الحديثة في الثنائية في العمارة الإسلامية Journal of General Union of Arab Archaeologists Symmetry and balance in Islamic architecture Bilateralism in Islamic Architecture |
author_facet |
محمد محمد الكحلاوى |
author_sort |
محمد محمد الكحلاوى |
title |
فكرة التماثل والاتزان في العمارة الإسلامية عرض للاتجاهات الحديثة في الثنائية في العمارة الإسلامية |
title_short |
فكرة التماثل والاتزان في العمارة الإسلامية عرض للاتجاهات الحديثة في الثنائية في العمارة الإسلامية |
title_full |
فكرة التماثل والاتزان في العمارة الإسلامية عرض للاتجاهات الحديثة في الثنائية في العمارة الإسلامية |
title_fullStr |
فكرة التماثل والاتزان في العمارة الإسلامية عرض للاتجاهات الحديثة في الثنائية في العمارة الإسلامية |
title_full_unstemmed |
فكرة التماثل والاتزان في العمارة الإسلامية عرض للاتجاهات الحديثة في الثنائية في العمارة الإسلامية |
title_sort |
فكرة التماثل والاتزان في العمارة الإسلامية عرض للاتجاهات الحديثة في الثنائية في العمارة الإسلامية |
publisher |
The General Union of Arab Archaeologists |
series |
Journal of General Union of Arab Archaeologists |
issn |
2536-9822 2536-9830 |
publishDate |
2000-01-01 |
description |
المدلول في الثنائية :
يهتم موضوع هذا البحث بأبراز ملامح فكرة الثنائية في العمارة الإسلامية ويوضح مفهومها الفني و الجمالي والعقائدي في مخططات العمائر الدينية و المدنية .
وفي الحقيقة أن كلمة الثنائية "Duality Or dualty " ليست مصطلحاً دارجاً في العمارة ، بل وليس لها تعريف فني لدى المعماريين ، ولكن ينطبق مدلولها اللغوي ، مع التوصيف الفني لعدة مصطلحات فنية منها التماثل "Symetrie " التناظر "Symetrie " " والتناظم "Reyularte "والتكرار La Repetition " "والاتزان " Balance " وهذة المصطلحات تستخدم في التوصيف الفني لإبراز القيم الجمالية في الفن المعمار ي أو الفن الزخرفي .
مقدمة :
هذا البحث يعالج درباً من دروب القيم الجمالية في العمارة الإسلامية ومن الجدير بالذكر أن منبت هذه القيم قد خضع لعدة مؤثرات بيئية وعقائدية ، تشبع بها المعماريون المسلمون إلي جانب العامل الديني وأثره في توحيد رقعة واسعة امتدت من أواسط آسيا شرقاً إلي المحيط الأطلسي غرباً ، ووصلت بلاد الأندلس شمالاً فشملت بذلك أمماً عديدة ذات سمات مختلفة وبالتالي أمكن التمييز بين عمارة إسلامية في مصر، وعمارة إسلامية في تركيا ، وأخري في بلاد فارس أو في بلاد الأندلس أو في الهند …إلخ
ومع هذا فقد ظل الانتماء الإسلامي رائداً ومرشداً للفكر المعماري المحلي لتلك الأقطار والذي اتسم دائماً بالروح والطابع والعقيدة الإسلامية ونضجت معها القيم الجمالية في العمارة الإسلامية ،وتوحدت مميزاتها في طرز العمارة في شرق العالم الإسلامي وغربه،والفضل في ذلك يرجع إلي اهتمام المعماريين المسلمين بمبدأ استخدام النسبة والتناسب في أعمالهم الفنية وذلك تكيفاً مع حكمة الخالق في خلقة ،ومسترشداً بما في الكون من تناظم واتزان، وقد عبرت عن ذلك وأفاضت مجموعة أخوان الصفا في شرح النسبة فقالوا " أعلم أن النسبة علي ثلاثة أنواع أما بالكمية ،وأما بالكيفية ،وأما بهما جميعاً فالتي بالكمية يقال لها نسبة عددية ،والتي بالكيفية يقال لها نسبة هندسية والتي بهما جميعاً يقال لها نسبة تأليفية موسيقية " أما عن استخدام النسب في الأعمال الفنية فقالوا :" أن حكم المصنوعات وأتقن المركبات وأحسن المؤلفات ما كان تركيب بنيته وتأليف أجزائه علي النسب الأفضل ،والنسب الفاضلة هي المثل،المثل ونصف والمثل والثلث والمثل والربع والمثل والثمن " .
أي أن النسب 1:1، هذه هي النسب التي ارتضاها ذوق المعماري والفنان المسلم ، وقد عرض أخوان الصفا تطبيقاً لهذه النسب من خلال صورة جسم الإنسان ،وأضحوا تفاصيل هذا التناسب بين جميع أعضاء الجسم فقالوا:" أن الباري جل جلاله جعل طول قامة الإنسان مناسباً لعرض جثته وطول ذراعية مناسباً لطول ساقيه وطول رقبته مناسباً لطول عمود ظهره ….إلخ فإذا تأملت واعتبرت كل عضو من أعضاء بدن الإنسان وجدته مناسبا لكل عضو من أعضاء الجسد بنسبة أخري لا يعلم كنه معرفتها إلا الله جل ثنائه الذي خلقها وصورها ".
وقد أعطي أخوان الصفا مثالاً نموذجياً لذلك تطبيقاً علي جسم الطفل الرضيع فقالوا : "إن الصغار من المواليد يكونون ألطف بنيه وأظرف شكلاً وصورة لقرب عهده من فراغ الصانع منها " وعلي ذلك قام أخوان الصفا بدراسة لمقاييس جسم الطفل دراسة تفصيلية ونجحوا في إيجاد علاقة متناسبة فقالوا :" إذا ما خرج الطفل من الرحم صحيح البنية تام الصورة فكان طول قامته ثمانية أشبار بشبره سواء … وإذا فتح يديه ومدها يمنة ويسرى كما يفتح الطائر جناحيه أوجد ثمانية أشبار ،والنصف من ذلك عند ترقوته ، والربع عند مرفقيه، وإذا مد يديه إلي فوق رأسه ووضع رأس البركار علي سرته ، وفتح رؤوس أصابع يديه ثم أدير إلي رؤوس أصابع رجليه كان البعد مساوياً عشرة أشبار بزيادة ربع طول قامته ".
ووفقاً لتلك الدراسات التي قام بها أخوان الصفا حول النسب نجد أن المعماريين المسلمين قد تبنوا هذه الأفكار وطبقوها في جميع أعمالهم المعمارية بهدف تحقيق التناسب الأجمل والأكمل ، وقد طبقت أحدث الدراسات الأثرية في مجال العمارة الإسلامية تلك النسب التي نبه إليها أخوان الصفا وقامت تلك الدراسات بعمل تطبيقات علي العمارة الإسلامية في مصر ،وأوضحت النتيجة أن جميع مخططات العمائر الدينية قد خضعت للنسب الجمالية المستنبطة من تناسبات الجسم الإنساني الذي خلقة الله سبحانه وتعالي .
وعلي هذا كانت النسب والتناسب في العمارة الإسلامية من أهم ملامحها الفنية التي حافظ عليها المعماري المسلم وراعاها في منشآته وأعماله الفنية ،وربما كانت فكرة الثنائية في العمارة كان الوازع عليها يكمن في مراعاة النسب والتناسب ،وبخاصة بين العناصر المتكررة أو المتماثلة أو المتوازنة أو المتناظرة .
وفي الحقيقة أن فكرة الثنائية في العمارة لم تقف عند مفهوم واحد بل تعددت جوانبها وتطبيقاتها في العمارة ، وكذلك في الفنون ، وعلي هذا أصبح لها صور عديدة منها علي سبيل المثال الثنائية بين عنصرين متماثلين أو عنصرين غير متماثلين ،وكذلك الثنائية بين منشأتين متجاورتين ،أو متناظرتين لمنشئ واحد ولكن لكل منهما وظيفة خاصة ، أو الثنائية بين عناصر متكررة في منشأة واحدة أو الثنائية بين وحدتين متجاورتين بوظيفة واحدة ، وعلي هذا يتضح أن المعماري المسلم قد تبني فكرة الثنائية في عمائره ليس بقصد جمالي فقط ،بل كان من ورائها أيديولوجية قابعة في تكوينه الفني والإنساني ،ذلك التكوين الذي خلق الله عليه الإنسان في أحسن تقويم من ثنائيات ظاهرة ومتماثلة ومتوازنة فأنف الإنسان كان المحور الذي تماثلت علي جانبية العينين ،والرأس كانت المحور لتماثل الأذنين ،والصدر كان المحور لتماثل وتكرار اليدين،والجسم كان المحور لتماثل الرجلين ولهذا انعكس هذا التماثل الذي خلق الله علية الإنسان فيما صنعه الإنسان بيده ،وقد أراد الإنسان بذلك أن يخرج ما يحمله من تلك التوازنات المتماثلة علي ما أنتجته يديه من تحف أو من أعمال معمارية وعلي هذا استقبل المعماري المسلم تلك الأفكار وترسخت في مفاهيمه وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن فكرة الثنائية لدي المعماري أو الفنان المسلم لم تكن مجرد اقتباس من فنون سابقة بل هي استرجاع لما في النفس البشرية من توازن وتماثل وتناسب وكذلك لما في الكون من توازن وتناظم وإيقاع .
وسوف أعرض في هذا البحث لكافة المفاهيم التي ارتبطت في معناها بفكرة الثنائية في العمارة الإسلامية ، ثم اتبع ذلك بعرض لأهم ملامح الثنائية في العمارة الإسلامية في العالم الإسلامي.
أما عن دراسة المفاهيم التي ارتبطت في معناها بفكرة الثنائية فسوف أتناولها من خلال منظورين أثنين هما.
أولاً : المنظور الديني والعقائدي للفكرة الثنائية وينقسم هذا المحور إلي قسمين :-
أ- الثنائية في فنون وعقائد الحضارات القديمة .
ب- الثنائية في القرآن الكريم بوصفها الأسس التي استند عليها الفن الإسلامي في تطبيقه لمفهوم الثنائية .
ثانياً : المنظور المعماري والفني للثنائية وفقاً للاتجاهات الحديثة وينقسم هذا المحور إلي أربعة أقسام :
أ- الثنائية بمفهوم التماثل في العمارة الإسلامية
ب- الثنائية بمفهوم التناظر في العمارة الإسلامية
جـ- الثنائية بمفهوم التكرار في العمارة الإسلامية
د - الثنائية بمفهوم الاتزان في العمارة الإسلامية
ثالثاً : عرض لأهم ملامح الثنائية في العمارة الإسلامية في العالم الإسلامي وينقسم هذا العرض إلي ستة أقسام :
أ- الثنائية في مخططات العمائر الدينية في العمارة الإسلامية
ب- الثنائية في مخططات العمائر المدنية في العمارة الإسلامية
جـ –الثنائية في مخططات العمائر الضريحية
د- الثنائية في العناصر المعمارية في العمارة الإسلامية
هـ –الثنائية في مخططات العمائر الخيرية
و – الثنائية في مخططات عمائر التحصينات الدفاعية
|
topic |
Symmetry and balance in Islamic architecture Bilateralism in Islamic Architecture |
url |
http://jguaa.journals.ekb.eg/article_2392_91cd178f48585935f0b66e1595dccd21.pdf |
work_keys_str_mv |
AT mḥmdmḥmdạlkḥlạwy fkrẗạltmạtẖlwạlạtzạnfyạlʿmạrẗạlạslạmyẗʿrḍllạtjạhạtạlḥdytẖẗfyạltẖnạỷyẗfyạlʿmạrẗạlạslạmyẗ |
_version_ |
1725669623999758336 |
spelling |
doaj-7b8c912072f849fe87a2b7bbac8d1e1a2020-11-24T22:51:27ZaraThe General Union of Arab ArchaeologistsJournal of General Union of Arab Archaeologists2536-98222536-98302000-01-011115125910.21608/JGUAA.2000.2392فكرة التماثل والاتزان في العمارة الإسلامية عرض للاتجاهات الحديثة في الثنائية في العمارة الإسلاميةمحمد محمد الكحلاوى 0أمين الاتحاد العام للاثاريين العرب المدلول في الثنائية : يهتم موضوع هذا البحث بأبراز ملامح فكرة الثنائية في العمارة الإسلامية ويوضح مفهومها الفني و الجمالي والعقائدي في مخططات العمائر الدينية و المدنية . وفي الحقيقة أن كلمة الثنائية "Duality Or dualty " ليست مصطلحاً دارجاً في العمارة ، بل وليس لها تعريف فني لدى المعماريين ، ولكن ينطبق مدلولها اللغوي ، مع التوصيف الفني لعدة مصطلحات فنية منها التماثل "Symetrie " التناظر "Symetrie " " والتناظم "Reyularte "والتكرار La Repetition " "والاتزان " Balance " وهذة المصطلحات تستخدم في التوصيف الفني لإبراز القيم الجمالية في الفن المعمار ي أو الفن الزخرفي . مقدمة : هذا البحث يعالج درباً من دروب القيم الجمالية في العمارة الإسلامية ومن الجدير بالذكر أن منبت هذه القيم قد خضع لعدة مؤثرات بيئية وعقائدية ، تشبع بها المعماريون المسلمون إلي جانب العامل الديني وأثره في توحيد رقعة واسعة امتدت من أواسط آسيا شرقاً إلي المحيط الأطلسي غرباً ، ووصلت بلاد الأندلس شمالاً فشملت بذلك أمماً عديدة ذات سمات مختلفة وبالتالي أمكن التمييز بين عمارة إسلامية في مصر، وعمارة إسلامية في تركيا ، وأخري في بلاد فارس أو في بلاد الأندلس أو في الهند …إلخ ومع هذا فقد ظل الانتماء الإسلامي رائداً ومرشداً للفكر المعماري المحلي لتلك الأقطار والذي اتسم دائماً بالروح والطابع والعقيدة الإسلامية ونضجت معها القيم الجمالية في العمارة الإسلامية ،وتوحدت مميزاتها في طرز العمارة في شرق العالم الإسلامي وغربه،والفضل في ذلك يرجع إلي اهتمام المعماريين المسلمين بمبدأ استخدام النسبة والتناسب في أعمالهم الفنية وذلك تكيفاً مع حكمة الخالق في خلقة ،ومسترشداً بما في الكون من تناظم واتزان، وقد عبرت عن ذلك وأفاضت مجموعة أخوان الصفا في شرح النسبة فقالوا " أعلم أن النسبة علي ثلاثة أنواع أما بالكمية ،وأما بالكيفية ،وأما بهما جميعاً فالتي بالكمية يقال لها نسبة عددية ،والتي بالكيفية يقال لها نسبة هندسية والتي بهما جميعاً يقال لها نسبة تأليفية موسيقية " أما عن استخدام النسب في الأعمال الفنية فقالوا :" أن حكم المصنوعات وأتقن المركبات وأحسن المؤلفات ما كان تركيب بنيته وتأليف أجزائه علي النسب الأفضل ،والنسب الفاضلة هي المثل،المثل ونصف والمثل والثلث والمثل والربع والمثل والثمن " . أي أن النسب 1:1، هذه هي النسب التي ارتضاها ذوق المعماري والفنان المسلم ، وقد عرض أخوان الصفا تطبيقاً لهذه النسب من خلال صورة جسم الإنسان ،وأضحوا تفاصيل هذا التناسب بين جميع أعضاء الجسم فقالوا:" أن الباري جل جلاله جعل طول قامة الإنسان مناسباً لعرض جثته وطول ذراعية مناسباً لطول ساقيه وطول رقبته مناسباً لطول عمود ظهره ….إلخ فإذا تأملت واعتبرت كل عضو من أعضاء بدن الإنسان وجدته مناسبا لكل عضو من أعضاء الجسد بنسبة أخري لا يعلم كنه معرفتها إلا الله جل ثنائه الذي خلقها وصورها ". وقد أعطي أخوان الصفا مثالاً نموذجياً لذلك تطبيقاً علي جسم الطفل الرضيع فقالوا : "إن الصغار من المواليد يكونون ألطف بنيه وأظرف شكلاً وصورة لقرب عهده من فراغ الصانع منها " وعلي ذلك قام أخوان الصفا بدراسة لمقاييس جسم الطفل دراسة تفصيلية ونجحوا في إيجاد علاقة متناسبة فقالوا :" إذا ما خرج الطفل من الرحم صحيح البنية تام الصورة فكان طول قامته ثمانية أشبار بشبره سواء … وإذا فتح يديه ومدها يمنة ويسرى كما يفتح الطائر جناحيه أوجد ثمانية أشبار ،والنصف من ذلك عند ترقوته ، والربع عند مرفقيه، وإذا مد يديه إلي فوق رأسه ووضع رأس البركار علي سرته ، وفتح رؤوس أصابع يديه ثم أدير إلي رؤوس أصابع رجليه كان البعد مساوياً عشرة أشبار بزيادة ربع طول قامته ". ووفقاً لتلك الدراسات التي قام بها أخوان الصفا حول النسب نجد أن المعماريين المسلمين قد تبنوا هذه الأفكار وطبقوها في جميع أعمالهم المعمارية بهدف تحقيق التناسب الأجمل والأكمل ، وقد طبقت أحدث الدراسات الأثرية في مجال العمارة الإسلامية تلك النسب التي نبه إليها أخوان الصفا وقامت تلك الدراسات بعمل تطبيقات علي العمارة الإسلامية في مصر ،وأوضحت النتيجة أن جميع مخططات العمائر الدينية قد خضعت للنسب الجمالية المستنبطة من تناسبات الجسم الإنساني الذي خلقة الله سبحانه وتعالي . وعلي هذا كانت النسب والتناسب في العمارة الإسلامية من أهم ملامحها الفنية التي حافظ عليها المعماري المسلم وراعاها في منشآته وأعماله الفنية ،وربما كانت فكرة الثنائية في العمارة كان الوازع عليها يكمن في مراعاة النسب والتناسب ،وبخاصة بين العناصر المتكررة أو المتماثلة أو المتوازنة أو المتناظرة . وفي الحقيقة أن فكرة الثنائية في العمارة لم تقف عند مفهوم واحد بل تعددت جوانبها وتطبيقاتها في العمارة ، وكذلك في الفنون ، وعلي هذا أصبح لها صور عديدة منها علي سبيل المثال الثنائية بين عنصرين متماثلين أو عنصرين غير متماثلين ،وكذلك الثنائية بين منشأتين متجاورتين ،أو متناظرتين لمنشئ واحد ولكن لكل منهما وظيفة خاصة ، أو الثنائية بين عناصر متكررة في منشأة واحدة أو الثنائية بين وحدتين متجاورتين بوظيفة واحدة ، وعلي هذا يتضح أن المعماري المسلم قد تبني فكرة الثنائية في عمائره ليس بقصد جمالي فقط ،بل كان من ورائها أيديولوجية قابعة في تكوينه الفني والإنساني ،ذلك التكوين الذي خلق الله عليه الإنسان في أحسن تقويم من ثنائيات ظاهرة ومتماثلة ومتوازنة فأنف الإنسان كان المحور الذي تماثلت علي جانبية العينين ،والرأس كانت المحور لتماثل الأذنين ،والصدر كان المحور لتماثل وتكرار اليدين،والجسم كان المحور لتماثل الرجلين ولهذا انعكس هذا التماثل الذي خلق الله علية الإنسان فيما صنعه الإنسان بيده ،وقد أراد الإنسان بذلك أن يخرج ما يحمله من تلك التوازنات المتماثلة علي ما أنتجته يديه من تحف أو من أعمال معمارية وعلي هذا استقبل المعماري المسلم تلك الأفكار وترسخت في مفاهيمه وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن فكرة الثنائية لدي المعماري أو الفنان المسلم لم تكن مجرد اقتباس من فنون سابقة بل هي استرجاع لما في النفس البشرية من توازن وتماثل وتناسب وكذلك لما في الكون من توازن وتناظم وإيقاع . وسوف أعرض في هذا البحث لكافة المفاهيم التي ارتبطت في معناها بفكرة الثنائية في العمارة الإسلامية ، ثم اتبع ذلك بعرض لأهم ملامح الثنائية في العمارة الإسلامية في العالم الإسلامي. أما عن دراسة المفاهيم التي ارتبطت في معناها بفكرة الثنائية فسوف أتناولها من خلال منظورين أثنين هما. أولاً : المنظور الديني والعقائدي للفكرة الثنائية وينقسم هذا المحور إلي قسمين :- أ- الثنائية في فنون وعقائد الحضارات القديمة . ب- الثنائية في القرآن الكريم بوصفها الأسس التي استند عليها الفن الإسلامي في تطبيقه لمفهوم الثنائية . ثانياً : المنظور المعماري والفني للثنائية وفقاً للاتجاهات الحديثة وينقسم هذا المحور إلي أربعة أقسام : أ- الثنائية بمفهوم التماثل في العمارة الإسلامية ب- الثنائية بمفهوم التناظر في العمارة الإسلامية جـ- الثنائية بمفهوم التكرار في العمارة الإسلامية د - الثنائية بمفهوم الاتزان في العمارة الإسلامية ثالثاً : عرض لأهم ملامح الثنائية في العمارة الإسلامية في العالم الإسلامي وينقسم هذا العرض إلي ستة أقسام : أ- الثنائية في مخططات العمائر الدينية في العمارة الإسلامية ب- الثنائية في مخططات العمائر المدنية في العمارة الإسلامية جـ –الثنائية في مخططات العمائر الضريحية د- الثنائية في العناصر المعمارية في العمارة الإسلامية هـ –الثنائية في مخططات العمائر الخيرية و – الثنائية في مخططات عمائر التحصينات الدفاعية http://jguaa.journals.ekb.eg/article_2392_91cd178f48585935f0b66e1595dccd21.pdfSymmetry and balance in Islamic architectureBilateralism in Islamic Architecture |