العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا

إن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الحياة على الأرض ،و جعل سر استمرارها وبقائها في مجموعة ظواهر وموجودات نسجها بإتقان وفق مبدأ التوازن البيئي،وبقي  هذا التوازن يتنامى أروع وأروع عبر مسيرة الخليقة،وقد خلق الله الإنسان ليُعمر هذا الكون وفق ما أراده الله ليكون خيراً له ولمن يأتي بعده، ولهذا استحق الخلافة...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: نور الدين بن عبد الله
Format: Article
Language:Arabic
Published: Ziane Achour University of Djelfa 2020-02-01
Series:آفاق للعلوم
Subjects:
Online Access:http://afak-revues.net/index.php/afak/article/view/400
id doaj-744e0134a17b475381a12efd633b71f0
record_format Article
spelling doaj-744e0134a17b475381a12efd633b71f02020-11-25T02:46:41ZaraZiane Achour University of Djelfaآفاق للعلوم2507-72282602-53452020-02-0123العمارة البيئية المباني التراثية نموذجانور الدين بن عبد الله0جامعة الجلفة إن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الحياة على الأرض ،و جعل سر استمرارها وبقائها في مجموعة ظواهر وموجودات نسجها بإتقان وفق مبدأ التوازن البيئي،وبقي  هذا التوازن يتنامى أروع وأروع عبر مسيرة الخليقة،وقد خلق الله الإنسان ليُعمر هذا الكون وفق ما أراده الله ليكون خيراً له ولمن يأتي بعده، ولهذا استحق الخلافة بدليل قول الله تعالى:( ... إني جاعل في الأرض خليفة) والخلافة تقتضي أن يُحافظ الإنسان على هذا الكون كما وُهب له ليحقق مبدأ العبودية لله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون...). هذه الرسالة الكونية التي استوعبتها الحضارة الإسلامية في فهم فلسفي،وعملي عميق مُنذ أن وعت بأن تبعات استمرار الأرض يقع على عاتق الإنسان   يُنمي  بالجهد العاقل الطبيعة الصديق يتحسس ويساير أنفاسها،ونبضها المبهر جمالا.وكأنما جاءت هذه الفلسفة لتحض الإنسان أن يتغنى صدى مثمراً لخلق الله ، يُهندس بأياديه مواكبة بناء الكون المبدع.هذا المعنى الحضاري بدأ ينحسر فينا مع تغلب المادة على الروح فأضحت مبانينا هياكل صماء لا تمت بصلة لحضارتنا الإنسانية وصارت الدور أقفاصا تُسجن فيها الروح قبل البدن،ظهر كل هذا بمعاداة  الطبيعة ،عداءا استنزفت فيه كل الطاقات البشرية، فالكل أضحى فرعونا يبني هرمه الذاتي ،يُهدد البيئة ذرة بعد ذرة .فهل يُعقل أن نسمي ما نحن فيه من مدنيات حضارة ؟؟ الجواب لا وألف لا، ذلك لأن الله  خلق الكون في توازن مُفعم بالحياة وعلى هذا جاءت التعاليم الإسلامية المنظمة لعملية البناء وفي المقابل يتراءى لنا ذاك الكون المعماري الشعبي النابض بالجمال  ضاحكا علينا ولسان حاله يقول: البيت سكن للأرواح قبل الأجساد، والجمال جمال الروح الذي يبعث في النفس الراحة والطمأنينة http://afak-revues.net/index.php/afak/article/view/400العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
collection DOAJ
language Arabic
format Article
sources DOAJ
author نور الدين بن عبد الله
spellingShingle نور الدين بن عبد الله
العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
آفاق للعلوم
العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
author_facet نور الدين بن عبد الله
author_sort نور الدين بن عبد الله
title العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
title_short العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
title_full العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
title_fullStr العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
title_full_unstemmed العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
title_sort العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
publisher Ziane Achour University of Djelfa
series آفاق للعلوم
issn 2507-7228
2602-5345
publishDate 2020-02-01
description إن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الحياة على الأرض ،و جعل سر استمرارها وبقائها في مجموعة ظواهر وموجودات نسجها بإتقان وفق مبدأ التوازن البيئي،وبقي  هذا التوازن يتنامى أروع وأروع عبر مسيرة الخليقة،وقد خلق الله الإنسان ليُعمر هذا الكون وفق ما أراده الله ليكون خيراً له ولمن يأتي بعده، ولهذا استحق الخلافة بدليل قول الله تعالى:( ... إني جاعل في الأرض خليفة) والخلافة تقتضي أن يُحافظ الإنسان على هذا الكون كما وُهب له ليحقق مبدأ العبودية لله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون...). هذه الرسالة الكونية التي استوعبتها الحضارة الإسلامية في فهم فلسفي،وعملي عميق مُنذ أن وعت بأن تبعات استمرار الأرض يقع على عاتق الإنسان   يُنمي  بالجهد العاقل الطبيعة الصديق يتحسس ويساير أنفاسها،ونبضها المبهر جمالا.وكأنما جاءت هذه الفلسفة لتحض الإنسان أن يتغنى صدى مثمراً لخلق الله ، يُهندس بأياديه مواكبة بناء الكون المبدع.هذا المعنى الحضاري بدأ ينحسر فينا مع تغلب المادة على الروح فأضحت مبانينا هياكل صماء لا تمت بصلة لحضارتنا الإنسانية وصارت الدور أقفاصا تُسجن فيها الروح قبل البدن،ظهر كل هذا بمعاداة  الطبيعة ،عداءا استنزفت فيه كل الطاقات البشرية، فالكل أضحى فرعونا يبني هرمه الذاتي ،يُهدد البيئة ذرة بعد ذرة .فهل يُعقل أن نسمي ما نحن فيه من مدنيات حضارة ؟؟ الجواب لا وألف لا، ذلك لأن الله  خلق الكون في توازن مُفعم بالحياة وعلى هذا جاءت التعاليم الإسلامية المنظمة لعملية البناء وفي المقابل يتراءى لنا ذاك الكون المعماري الشعبي النابض بالجمال  ضاحكا علينا ولسان حاله يقول: البيت سكن للأرواح قبل الأجساد، والجمال جمال الروح الذي يبعث في النفس الراحة والطمأنينة
topic العمارة البيئية المباني التراثية نموذجا
url http://afak-revues.net/index.php/afak/article/view/400
work_keys_str_mv AT nwrạldynbnʿbdạllh ạlʿmạrẗạlbyỷyẗạlmbạnyạltrạtẖyẗnmwdẖjạ
_version_ 1724756600159207424