أهميَّةُ الدراسات الحضاريَّة في تكوين الوعْي الحضاريّ

لم يخْلُ زمنٌ من الأزمنة إلا وثَمَّة حديثٌ عن العلاقة بين خصائص الأفراد أو الجماعات البشرية المختلفة، وأنماط التعامل فيما بين الأفراد أو المجموعات، تعاوناً وتكاملاً، أو تنافساً وتدافعاً، أو صراعاً وتقاتلاً. ولعلَّ هُويَّةَ الفرد أو هُويَّة الجماعة كانت أكثر عنصر من عناصر التمايز والاختلاف، وعلى أسا...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: هيئة التحرير
Format: Article
Language:Arabic
Published: International Institute of Islamic Thought 2015-01-01
Series:الفكر الإسلامي المعاصر
Subjects:
Online Access:https://citj.org/index.php/citj/article/view/2561
id doaj-2d4d9c384cc546fa8565f06e071695dd
record_format Article
spelling doaj-2d4d9c384cc546fa8565f06e071695dd2021-10-03T21:33:56ZaraInternational Institute of Islamic Thoughtالفكر الإسلامي المعاصر2707-515X2707-51682015-01-012079أهميَّةُ الدراسات الحضاريَّة في تكوين الوعْي الحضاريّهيئة التحرير لم يخْلُ زمنٌ من الأزمنة إلا وثَمَّة حديثٌ عن العلاقة بين خصائص الأفراد أو الجماعات البشرية المختلفة، وأنماط التعامل فيما بين الأفراد أو المجموعات، تعاوناً وتكاملاً، أو تنافساً وتدافعاً، أو صراعاً وتقاتلاً. ولعلَّ هُويَّةَ الفرد أو هُويَّة الجماعة كانت أكثر عنصر من عناصر التمايز والاختلاف، وعلى أساس التقارب أو التباعد في الـهُويَّة تكون طبيعة العلاقات بين الناس. وعندما يأخذ الحديث عن هذه العلاقات منحىً حضارياً؛ يحاول كل طرف من أطراف العلاقة أن يكوِّن رؤيةً محدَّدة لذاته، ورؤيةً محددة للطرف الآخر. ولعلَّ أهم سؤال شخّص حال الذات والآخر في تاريخنا الحديث والمعاصر، هو ذاك السؤال الإشكاليُّ المهمُّ الذي قدَّمه شكيب أرسلان، عنواناً لكتابه: لماذا تأخَّر المسلمون وتقدَّم غيرُهم؟! وعلى الرغم من أنَّ المعالجة النقدية التفحّصية التي قام بها أرسلان في كتابه لم تكن بحجم قيمة السؤال وأهميته في السياق الحضاري، إلا أنَّ له قصب السبق في الدعوة إلى تفحُّص الذات، ونقدها، وتبيّن عوامل تخلُّفها، ومحاولة استكناه شروط نهضتها. وتابَعَه بعد ذلك عددٌ من المفكرين العرب والمسلمين الذين استقرأوا شروط النهضة ومعيقاتها، فكان لكل منهم توجُّهٌ محدَّد؛ إذ التقت هذه التوجهات أحياناً عند بعض التقاطعات، واختلفت في أحيان أخرى عن بعضها اختلافاً قليلاً أو كثيراً، ومن هؤلاء على سبيل المثال: مالك بن نبي، وعلي شريعتي، ومحمد إقبال، وإسماعيل الفاروقي، وأنور عبد الملك، ومحمد عابد الجابري، وطه عبد الرحمن، وجاسم السلطان، إلخ. وتأتي المدرسة التوحيدية -وعلى رأسها مدرسة إسلامية المعرفة- لتوضّح الإطار الفكري للسؤال الذي طرحه أرسلان وغيره من المفكرين، ولإيجاد الآليات المنطقية والمناسبة للنهوض المنشود، المتمثل في بناء رؤية محددة للعالم، وصياغة نظام للمعرفة، ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة. https://citj.org/index.php/citj/article/view/2561الوعْي الحضاريّ
collection DOAJ
language Arabic
format Article
sources DOAJ
author هيئة التحرير
spellingShingle هيئة التحرير
أهميَّةُ الدراسات الحضاريَّة في تكوين الوعْي الحضاريّ
الفكر الإسلامي المعاصر
الوعْي الحضاريّ
author_facet هيئة التحرير
author_sort هيئة التحرير
title أهميَّةُ الدراسات الحضاريَّة في تكوين الوعْي الحضاريّ
title_short أهميَّةُ الدراسات الحضاريَّة في تكوين الوعْي الحضاريّ
title_full أهميَّةُ الدراسات الحضاريَّة في تكوين الوعْي الحضاريّ
title_fullStr أهميَّةُ الدراسات الحضاريَّة في تكوين الوعْي الحضاريّ
title_full_unstemmed أهميَّةُ الدراسات الحضاريَّة في تكوين الوعْي الحضاريّ
title_sort أهميَّةُ الدراسات الحضاريَّة في تكوين الوعْي الحضاريّ
publisher International Institute of Islamic Thought
series الفكر الإسلامي المعاصر
issn 2707-515X
2707-5168
publishDate 2015-01-01
description لم يخْلُ زمنٌ من الأزمنة إلا وثَمَّة حديثٌ عن العلاقة بين خصائص الأفراد أو الجماعات البشرية المختلفة، وأنماط التعامل فيما بين الأفراد أو المجموعات، تعاوناً وتكاملاً، أو تنافساً وتدافعاً، أو صراعاً وتقاتلاً. ولعلَّ هُويَّةَ الفرد أو هُويَّة الجماعة كانت أكثر عنصر من عناصر التمايز والاختلاف، وعلى أساس التقارب أو التباعد في الـهُويَّة تكون طبيعة العلاقات بين الناس. وعندما يأخذ الحديث عن هذه العلاقات منحىً حضارياً؛ يحاول كل طرف من أطراف العلاقة أن يكوِّن رؤيةً محدَّدة لذاته، ورؤيةً محددة للطرف الآخر. ولعلَّ أهم سؤال شخّص حال الذات والآخر في تاريخنا الحديث والمعاصر، هو ذاك السؤال الإشكاليُّ المهمُّ الذي قدَّمه شكيب أرسلان، عنواناً لكتابه: لماذا تأخَّر المسلمون وتقدَّم غيرُهم؟! وعلى الرغم من أنَّ المعالجة النقدية التفحّصية التي قام بها أرسلان في كتابه لم تكن بحجم قيمة السؤال وأهميته في السياق الحضاري، إلا أنَّ له قصب السبق في الدعوة إلى تفحُّص الذات، ونقدها، وتبيّن عوامل تخلُّفها، ومحاولة استكناه شروط نهضتها. وتابَعَه بعد ذلك عددٌ من المفكرين العرب والمسلمين الذين استقرأوا شروط النهضة ومعيقاتها، فكان لكل منهم توجُّهٌ محدَّد؛ إذ التقت هذه التوجهات أحياناً عند بعض التقاطعات، واختلفت في أحيان أخرى عن بعضها اختلافاً قليلاً أو كثيراً، ومن هؤلاء على سبيل المثال: مالك بن نبي، وعلي شريعتي، ومحمد إقبال، وإسماعيل الفاروقي، وأنور عبد الملك، ومحمد عابد الجابري، وطه عبد الرحمن، وجاسم السلطان، إلخ. وتأتي المدرسة التوحيدية -وعلى رأسها مدرسة إسلامية المعرفة- لتوضّح الإطار الفكري للسؤال الذي طرحه أرسلان وغيره من المفكرين، ولإيجاد الآليات المنطقية والمناسبة للنهوض المنشود، المتمثل في بناء رؤية محددة للعالم، وصياغة نظام للمعرفة، ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF  في اعلى يمين الصفحة.
topic الوعْي الحضاريّ
url https://citj.org/index.php/citj/article/view/2561
work_keys_str_mv AT hyỷẗạltḥryr ạhmyãẗuạldrạsạtạlḥḍạryãẗfytkwynạlwʿyạlḥḍạrỹ
_version_ 1714214188750995456