حول حملة جايوس قيصر العسكرية وتدمير ميناء عدن

الجزيرة العربية، وبخاصة الجزء الجنوبي، كانت تحتل موقعاً هاماً وحيوياً بين دول العالم القديم،لاحتكارها وسيطرتها على الطرق البرية والبحرية للتجارة العالمية في العصور القديمة، وكذلك لكثرة خيراتها من المحاصيل الطبيعية مثل نباتات التوابل والطيوب والمر واللبان والقرفة والتي تجد لها أسواقاً رائجة، وبأسعار...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: د.رشاد بن محمود بغدادی
Format: Article
Language:Arabic
Published: The General Union of Arab Archaeologists 2003-01-01
Series:Journal of General Union of Arab Archaeologists
Subjects:
Online Access:http://jguaa.journals.ekb.eg/article_2429_59d2a8f63b9c8a842d2c7cac2a6b33e9.pdf
Description
Summary:الجزيرة العربية، وبخاصة الجزء الجنوبي، كانت تحتل موقعاً هاماً وحيوياً بين دول العالم القديم،لاحتكارها وسيطرتها على الطرق البرية والبحرية للتجارة العالمية في العصور القديمة، وكذلك لكثرة خيراتها من المحاصيل الطبيعية مثل نباتات التوابل والطيوب والمر واللبان والقرفة والتي تجد لها أسواقاً رائجة، وبأسعار عالية في مناطق العالم القديم، حتى اشتهرت عند اليونان ببلاد العرب السعيدة، لذلك أصبح جنوب شبه الجزيرة العربية ميداناً للتنافس والصراع بين الدول الأجنبية العظمى من أجل السيطرة على هذه المنطقة العربية خلا العصور القديمة. ففي الشطر الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد حظيت بلاد العرب باهتمام الاسكندر المقدوني بعد عودته إلي بابل من حملته العسكرية المشهورة ، فقد فكر فعلياً في غزو هذه المنطقة لأهميتها ، وصرف الاسكندر المقدوني الجزء الأكبر من عامه الأخير في الاستعداد الفعلي لتنفيذ حملة عسكرية للسيطرة على بلاد العرب، فأرسل خمس حملات استكشافية في عام 324ق.م هدفها جمع المعلومات الممكنة عن سواحل الجزيرة العربية والجزر القريبة منها، وبعد أن تمت الاستعدادات لتنفيذ الحملة التي قرر اسناد قيادتها إلي قائده العسكري نيارخوس Nearchus لم تخرج الحملة إلي حيز التنفيذ بسبب وفاة الاسكندر المقدوني المفاجأة عام 323ق.م كما أمر ـ من بعده ـ بطليموس الثاني فيلادلفيوس(282-246ق.م) المستكشفين اليونان بالإبحار حول شبه الجزيرة العربية، ولكنهم لم يتمكنوا من إكمال الإبحار حولها، وعادوا إلي النقاط التي إنطلقوا منها بعد أن قطعوا مسافات متفاوتة. وعندما نجح الرومان في الشطر الأخير من القرن الأول قبل الميلاد في القضاء على دولة البطالمة في مصر وتحويلها إلي ولاية رومانية، حظيت الجزيرة العربية باهتمام الرومان وفكروا جدياً في إرسال حملة عسكرية للسيطرة على الجزء الجنوبي منها، فاصدر الامبراطور الروماني أغسطس Augustus (27ق.م-14م) إلي واليه في مصر إيليوس جاللوس Aelius Gallus (حكم ما بين 26-24ق.م) بتجريد حملة عسكرية للسيطرة على بلاد العرب السعيدةArabia Eudaeman لكثرة خيراتها وسيطرتها وتحكمها في طرق النقل التجاري بين دول العالم القديم، ولتأمين مداخل البحر الأحمر ليصبح بحراً رومانياً لضمان تأمين الطرق التجارية التي تربط الإمبراطورية بالشرق وبخاصة الهند. ولم تنجح الحملة في تحقيق هدفها هدفها الظاهري وهو سيطرة الرومان على جنوب الجزيرة العربية وإخضاع العرب لإرادة الرومان أو التوصل إلي اتفاق سياسي وتجاري معهم، لأن الهدف الحقيقي من الحملة كان هو ضمان أمن الطرق التجارية ما بين الإمبراطورية الرومانية مع الجزيرة العربية، مصدر السلع الثمينة التي عرفها الرومان، عن طريق مصر والإسكندرية .
ISSN:2536-9822
2536-9830