( رأس منحوتة من الحجر الجیرى فى هوارة بالفیوم(من مقتنيات المتحف البريطاني)

• Main Author: عزت زکى قادوس
• Format: Article
• Language: Arabic
• Published: The General Union of Arab Archaeologists 2000-01-01
• Series: Journal of General Union of Arab Archaeologists
• Subjects: Head carved of limestone; British Museum Collection
• Online Access: http://jguaa.journals.ekb.eg/article_2383_3a065c800b0943916264f598d5a98957.pdf
• ISSN: 2536-9822; 2536-9830

يحوى المتحف البريطانى فيما يحوى العديد من القطع الأثرية التى قام (بترى) Petrie بالتنقيب عنها فى منطقة هوارة بالفيوم عام 1888م وجدير بالذكر أن بعض تلك القطع لم تنشر حتى الآن وخاصة تلك التى قد أهداها بترى إلى بعض الشخصيات العامة إلا أنها عادت فى النهاية إلى المتحف. وهذه القطعة ـ قيد الدراسة ـ من تلك القطع المشار إليها، وقد أُهديت حديثاً إلى شخص يُدعى H. Martyn Kennard ، إلا أنها أدرجت فى كتالوج المتحف الصادر عام1997 . وتتراوح أبعاد هذه الرأس ما بين 15.7× 22.2 سم ورغم أنها كانت ملساءً ومصقولةً إلا أن بعض الخدوش والقشور قد أصابتها فى أكثر من موضع، ويحتمل أن تكون تلك الرأس قد نُزعت من إفريز نحتى أو تمثال نصفى كشاهد قبر مثلاً وقد نال الوجه بعض الأثر التحاتى خاصة الأنف والفم وأعلى الذقن وعلى الجانب الأيمن وأعلى قمة الرأس إلا أنها لم تخفِ ملامح الوجه فبدت واضحة إلى حد كبير، والرأس حليقة ومغطاة بشعر مستعار أو ما يسمى (باروكة) فرعونية الأصل، إلا أن الرأس الحليقة لا تخلو من شعر عند الأذنين. ويفصل بين الرأس والشعر المستعار خط محدد للجبهة ينتهى فى شكل منحنى خفيف ويليه إفريز يحدد بداية الباروكة وهو مكون من وحدات زخرفية متداخلة فى بعضها البعض فيما يشبه الزهرة التى لم تتفتح بعد وتظهر العلامة الفرعونية (عنخ) أيضاً بوضوح. وهذا الإفريز يحيط الرأس كلها، ويمكن ملاحظة أن الشعر المستعار هو الآخر مقسم إلى أفاريز على شكل مربعات فى صفوف متوازية حتى تنتهى إلى قمة الرأس وبعمق نحتى رائع فى المواضع التى لم تنل منها العوامل التحاتية. وبصفة عامة يتسم أسلوب التصميم بطابع مصرى تأثر بالأقنعة الجصية الجنائزية التى اكتشفت فى الفيوم خلال العصر الرومانى. ويمكن ملاحظة امتلاء الوجه على جانبى الجبهة فوق الحاجبين وفى موضع عظمة الخدين وأسفل الذقن، إلا أن هذا الامتلاء يتناسق مع سمك الرقبة المنزوع منها. العيون واسعة وجاحظة ومحددة بقناة عميقة محفورة ، إلا أن الحدقة (إنسان العين) غير دقيقة، أما الأذن فرفيعة ودقيقة وأقرب ما تكون إلى الواقعية وهذا غير مألوف فى النحت المصرى على الحجر الجيرى حتى أن النحات لم يهمل عضلات الأذن من الداخل والخارج. ورغم اختفاء الشفاه إلا أن ما تبقى منها على الجانبين يتسم بالدقة، كما تظهر ابتسامة خفيفة فيما يُعرف بالابتسامة الجنائزية فى نماذج البورتريهات الرومانية المرسومة مثل البورتريهات الموجودة فى هوارة. ويبدو من طول واستقامة الأنف تناسقه مع حجم الوجه رغم اختفائه فى جزئه الأسفل ويتسم الوجه بالابتسامة الرومانية الكلاسيكية.